كنت اسمع كثيرا ما يقولون أن الألم يجعل الإنسان يبكى
دما . وكنت أظن إنهم يبالغون . ولكن اليوم تحديدا الخامس من من شهر اغسطس عام 2012
هو من أسود أيام حياتي التي مرت علي طوال الثلاث القرون الماضية . لقد أبت العين
أن تدمع ونزف القلب دما على شهدائنا .أشعر بالحسرة ومرارة في حلقى والألم يعصر
صدري .أريد أن أصرخ , أريد أن أمسك بمن فعل ذلك أفرغ عليه كله غضبي.
ماذا فعل هؤلاء ؟ بأى ذنب قتلوا ؟ وما ذنب عائلتهم ؟...
أريد إجابة شافية . أريد أن أعرف ماذا سيفعل الرئيس ردا على ذلك ؟ أريد أن أعرف
أين جهاز مخابرتنا والأمن القومي؟ أريد أن
أعرف هل يجب علينا أن نشعر بالخوف أم يجب أن نكون بلطجية لنحمى أنفسنا وأطفالنا
وأهلنا ؟ هل يجب علينا أن نطلب قوات خاصة تحمينا كما فعل الرئيس , أم الحامي هو
الله ؟ هل يجب أن أظل ابكى علي شهدائنا الذين يتزايد عددهم يوم بعد يوم أم أخذ
بالثأر من كل متسبب في قتلهم ؟
أشعر إنى سأجن من الاسئلة التي تدور في خلدى . ولا
أستطيع أن أتحمل عصرة قلبى ألما وحزني علي مصر وحالها .
كيف أطلب منها أن تضمني اليها وتعطينا الأمان وأنا لا
أستطيع حمايتها ؟ كيف سأواجهها وليس بي خجل من تقصيرى نحوها , لأنني لم أستطع أن أختار لها رئيسا يجعل لها كرامة ويصونها
ويصون شعبها . رئيسا بعصابته الإخوانية يوجهون الطعنات لها يوما بعد يوم حتى تخر
قواها وتسقط في براثنهم .
ولكن عهدا علي يا أمي " يا مصر" لم يهدأ لي
بال حتي أعدل مسارك إلي الطريق المستقيم الذي يرضاه شعبك . حتي وإن تطلب منا ذلك
ثورة ثانية وشهداء احرار يضحون بأرواحهم حتي تعودي لنا مصرنا التي نريدها وليست
دولة المرشد والإخوان .
فلن نقبل أن يعود بنا الزمن إلي العهد السابق . زمن تداس
فيه كرامتك ويهان شعبك وكل ما تفعله الحكومة هي أن تشجب وتستنكر وتندد . ويخرج الرئيس
بخطاب أو بيان يرثى فيه الشهداء ويطلب من الشعب الدعاء لهم , والصبر والسلوان
لعائلتهم , وإنه لن يتهاون في معرفة الفاعل وسينال أشد العقاب ...... .وما إلي ذلك
من مسلسلات متكررة الاحداث .
لا... لم نسمح لكم بتكرار أفعال الماضي ونصمت وننتظر ,
على أمل أن تصححوا أخطائكم .
أفيقوا ااا من أحلامكم لأننا سنجعلها كوابيس لم تفيقوا
منها أبدا ااا .